في الثالث من يونيو، حيث تتفتح دروب الأرض لعشاق "الأميرة الصغيرة"، وتحتفي شعوب العالم برياضة تجمع بين البساطة والثراء الإنساني، تحتفل أسرة الدراجة المغربية بيومها العالمي، يوم للدراجة، ويوم للوفاء.
وفي غمرة هذا الاحتفاء، نغوص في ذاكرة الزمن، ونستحضر وجوها فارقتنا ولم تغادرنا، وجوها نقشت أسماءها على دروب السباقات بماء الذهب، ووهبت أعمارها لرياضة لم تكن لها مجرد هواية، بل كانت شغفا ورسالة، وأسلوب حياة.
نخلد، بكل إجلال وحنين، الذكرى العاشرة لرحيل المرحوم محمد زغلول، البطل والمدير الإداري السابق، الرجل الذي آمن بأن العطاء الحقيقي هو ما يبذل بصمت، فاختار أن يكون خلف الستار ليضيء المسرح للآخرين. جعل من العمل الإداري فنا راقيا، يمزج بين الانضباط والبصيرة، وبين الصمت الفاعل والأثر العميق. لم يعرف الكلل، كان أول الحاضرين وآخر المنصرفين، يسابق الزمن بروح مؤمنة وعقل متزن، فاستحق أن يخلد في الذاكرة لا كاسم فقط، بل كقيمة.
كما نستحضر، في الذكرى الثالثة لرحيله، عميد الدراجة المغربية الحاج لحسن بوطيب، الرجل الذي حمل لواء الرياضة في قلبه، وسافر بحلمه على جناح الدراجة من الشمال إلى الجنوب، ناسجا خيوط الأمل جيلا بعد جيل، مؤمنا بأن للدراجة رسالة، وللرياضيين وطن يصنع بالإرادة والنبض النقي.
وإذ نحيي هذه الذكرى، فإننا نجدد العهد لروحيهما الطاهرتين، ونؤكد وفاءنا لمسارهما الزاخر، ماضين بثبات على الدرب ذاته، متشبثين بالقيم التي زرعاها، وسائرين نحو آفاق أرحب لرياضة الدراجة في وطننا العزيز.
رحم الله الفقيدين، وجعل مثواهما روضات الجنات وكل عام وأسرة الدراجة المغربية بألف تألق ووفاء 🇲🇦🚴🏼♂