عجلات تنبض بالحياة: الجامعة الملكية المغربية للدراجات تدعو إلى احتفاء وطني باليوم العالمي للدراجة

تزامنا مع احتفال العالم في الثالث من يونيو باليوم العالمي للدراجة، توجه الجامعة الملكية المغربية للدراجات دعوتها إلى مختلف العصب الجهوية والجمعيات الرياضية، من أجل الانخراط الفعلي والفاعل في إحياء هذه المناسبة الدولية، التي تحمل في جوهرها رسالة كونية سامية، تجمع بين الإنسان والطبيعة، بين الرياضة والحياة، بين الحلم والبساطة.

إن الدراجة ليست مجرد إطارين يدوران فوق الأرض، بل هي رمز للتوازن، وأيقونة للانسياب، وجسر يصل بين الجسد والروح. في زمن تتسارع فيه خطى الاستهلاك وتزداد فيه وطأة التلوث، تظل الدراجة نداءا هادئا للحكمة، دعوة صامتة للعودة إلى الأصل، إلى الأرض التي لا تطلب منا شيئا غير أن نحترم إيقاعها، ونمضي فيها بخفة وامتنان.

تسعى الجامعة من خلال هذا البلاغ إلى جعل الثالث من يونيو موعدا وطنيا متجددا، تشع فيه الدراجة في الفضاءات العامة، وتعود إلى مركز الحياة اليومية، باعتبارها أداة للنقل النظيف، وسبيلا للرياضة المتاحة، ومدخلا للتنشئة البيئية والتربوية. وهو ما يستدعي تعبئة جماعية لتنظيم أنشطة وتظاهرات تليق بروح هذا اليوم وعمق رمزيته.

وتقترح الجامعة الملكية المغربية للدراجات أن تشمل هذه الأنشطة سباقات رمزية واستعراضية مفتوحة لجميع الأعمار والفئات، تعبيرا عن انفتاح الدراجة وشمول رسالتها، إلى جانب خرجات جماعية داخل المدن والقرى، تربط الإنسان بمحيطه، وتعيد الاعتبار للمجال كفضاء للعيش المشترك.

كما توصي الجامعة بإقامة ورشات توعوية لفائدة الأطفال واليافعين، لتعزيز ثقافة السلامة الطرقية، وترسيخ سلوك بيئي مسؤول، وإشراك المؤسسات التعليمية والجماعات المحلية في دينامية الاحتفاء، تأكيدا على أن نشر ثقافة الدراجة هو مسؤولية مجتمعية مشتركة.

وفي خضم هذا الاحتفاء، لا بد من التأكيد على الأبعاد العميقة التي تختزنها الدراجة، فهي ليست مجرد وسيلة تنقل فردي، بل تعبير عن تصور للحياة. إنها اختيار للبساطة في وجه التعقيد، وتغليب للصحة على السرعة، وللتوازن على الاندفاع. الدراجة تعلمنا أن كل دورة للعجلة هي خطوة نحو إنسان أكثر انسجاما مع ذاته، وأكثر احتراما للغير.

وإذ تجدد الجامعة الملكية المغربية للدراجات التزامها الراسخ بالنهوض برياضة الدراجات، فإنها تجعل من اليوم العالمي للدراجة لحظة رمزية لتجديد العهد مع القيم النبيلة التي تمثلها، ومع آفاق التنمية المستدامة التي تفتحها، ومع المستقبل الذي لا يمكن أن يكون إلا أخضرا، نظيفا، ومتزنا.